أبجديات التصوير

عندما نتحدث عن أبجديات التصوير ، فنحن نتحدث عن أمور كثيرة منها على سبيل البداية ، شرح مفهموم التصوير بطريقة مبسطة جدا وهو يعرف بعكس الضوء أو الرسم بالضوء ، ومع هذا المصطلح نجد أن التعريض الضوئي (الإكسبوجر) ، وسرعة حساسية الضوء (الايسو) جميعها تدور حول مدى الاستفادة من توظيف الضوء بالطريقة الصحيحة في عملية التصوير ، يتحكم فيها عنصران أساسيان أولهما : فتحة العدسة ، وثانيهما سرعة الغالق (الشتر) ، وبالغالب تكون هذه الابجديات في بداية مشوار التصوير للبعض صداع مزمن لعدم فهمهم وإدراكاهم لأهمية فهم كل مصطلح على حدة وماهية وظيفته ودوره الرئيسي في تنفيذ وإكمال عملية التصوير الفوتغرافي ، من أجل تطبيقها عمليا ، وتعود سرعة استيعاب هذه المعلومات لسرعة بديهة الشخص لفهمها ببساطة ومهارته الفطرية في تطبيقها على أرض الواقع. 

كما يستكمل الشق الثاني في شرح التصوير كتوصيف عملي على أنه إيقاف لحظة من الزمن ، ونجاح المصور في إيقاف هذه اللحظة واقتناصها قائم على مدى مقدرته باستخدام كامل طاقة كاميرته بما فيها من مميزات من أجل الخروج بذاك العمل الجيد بشكله ونوعه ، إضافة إلى التمركز الصحيح لاختياره المكان المناسب للالتقاط ومتابعته للموضوع وتفاعله معه منذ بدء مشروع مسلسل اللحظة الحاسمة ، والتي بدورها تحتاج من المصور أن يكون في غاية تركيزه وبقمة هدوءه ، وهي صفات مهمة جدا لأي مصور أن يتكسبها بأسرع وقت ، لانها كفيلة بتقليل نسبة الأخطاء في أعماله الفنية إلى أقل الحدود ، خلافًا لمن يستعجل على التقاط الأعمال بدون إهتمام حقيقي لابسط التفاصيل من حوله ، وهي بحد ذاتها كفيلة لقلب موازين كفة جودة العمل من سيء إلى ممتاز والعكس كذلك. 

ومن تلك الأبجديات كذلك استخدامات العدسات واعداداتها ومعرفة وظائفها والفروقات بينها ، والتي لاتقل أهمية مما سبق ذكره مسبقا من أمور تقنية ، كون البعض يعلق آماله على جودة المعدات التي يحملها بداية ، قبل اهتمامه بفهم أبجديات التصوير بالشكل الصحيح ، ورغم ذلك لايمنع أي شخص من امتلاكه لأفضل المعدات وأحدثها ، شريطة أن يكون استثماره لأمواله بها بالشكل الصحيح وعن قناعة تامة ودراسة متأنية ، وبالنهاية يبقى الاستثمار الأهم هم بالجانب التعليمي الذي سيكون هو بمثابة الورقة الرابحة لأي مصور يطمح أن يكون صاحب مسيرة فوتوغرافية مميزة ، فاكتساب المعلومات وتطبيقها على ارض الواقع من شأنها أن تكون العلامة الفارقة في تميز أعمال البعض عن بعضهم الآخر بدون أي شك .

ومع كل تلك الإبجديات يبقى الشغف والعشق الحقيقي للتصوير هو دينامو الحركة الإبداعية لأي شخص ، والذي سيضمن له استمرارية تحدي نفسه باستمرار وتقديم أفضل ما لديه من امكانيات فنية ،  ويكون استسقاء ذاك الشغف من خلال عدة أمور منها التغذية البصرية على سبيل المثال ، ورغبة الشخص بتطوير مستواه الفني بشكل متواصل ، والتحاقه بالعديد من الورش والدورات ، والأهم تقبل أراء الأخرين حول أعماله الفنية التي يقدمها من حين لحين آخر ، الأمر الذي سيصقل موهبته بالشكل الصحيح ويجعل منه فنانا رائدا لاعماله الفنية بفترة وجيزة ، كما سيساعده على معرفة توجهه الفني الذي سيكون بمثابة العلامة المميزة له كفنان حقيقي يعرف بنوعية الأعمال التي يقدمها لجمهوره من المتابعين .

وفي الختام … تبقى أبجديات الأخلاق والاحترام المتبادل ، هي السمة الأولى التي يجب أن تعرف عنك كشخص له اسمه وشهرته في الساحة الفنية ، فهذه السمة هي أهم عنصر بالنسبة لأي فنان كونها كفيلة إما برفع اسم الشخص إلى الأعالي أو إبقائها بالقاع .

فلنتذكر على الدوام أين كانت بداياتنا والصعوبات التي مررنا بها ، (لنجعل من التواضع ومكارم الأخلاق عنوانا أو لقبا أساسيا لنا ) .

أطيب التحيات والتقدير

عبدالله المشيفري 

 

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

%d bloggers like this: